سورة الشعراء - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)}
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {وأزلفت الجنة للمتقين} قال: قربت لأهلها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن نبيح ابن امرأة كعب قال: تزلف الجنة، ثم تزخرف، ثم ينظر إليها من خلق الله؛ من مسلم أو يهودي أو نصراني إلا رجلان: رجلاً قتل مؤمناً متعمداً، أو رجلاً قتل معاهداً متعمداً.


{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فكبكبوا فيها} قال: جمعوا فيها {هم والغاوون} قال: مشركو العرب والآلهة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد {فكبكبوا} قال: رموا.
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدي {فكبكبوا فيها} قال: في النار {هم} قال: الآلهة {والغاوون} قال: مشركو قريش {وجنود إبليس} قال: ذرية إبليس ومن ولد.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {والغاوون} قال: الشياطين.
وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الناس يمرون يوم القيامة على الصراط: والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله. والنار تأخذ منهم، وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق. فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن: عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا؟ فيقولون: رب أنت تعلم انا إياك كنا نعبد. فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط: عبادي حق عليّ أن لا أَكِلَكُمُ اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم، ورضيت عنكم. فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة، فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار {فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} [ إبراهيم: 43] قال الله: {فكبكبوا فيها هم والغاوون} قال ابن عباس: ادخروا فيها إلى آخر الدهر».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أمتي ستحشر يوم القيامة، فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله: ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها. فيميزون على حدة، فيسيل عندهم سيل من دم، ثم يقول لهم الداعي: اعيدوا هذه الدماء في أجسادها. فيقولون: كيف نعيدها في أجسادها؟ فيقول: احشروهم إلى النار. فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال: إن القوم قد كانوا يهللون. فيوقفون منها مكاناً يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار {هم والغاوون}، {وجنود إبليس أجمعون}».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة أن عائشة قالت: يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم. في ثلاث مواطن: عند الميزان، وعند النور والظلمة، وعند الصراط. من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء كبكبه في النار قالت: يا رسول الله وما الصراط؟ قال: طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى، والملائكة صافون يميناً وشمالاً يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون: سلم سلم {وأفئدتهم هواء} فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار».


{وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وما أضلنا إلا المجرمون} يقول: الأوّلون الذين كانوا قبلنا اقتدينا بهم فضللنا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة {وما أضلنا إلا المجرمون} قال: إبليس وابن آدم القاتل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج {فما لنا من شافعين} قال: من أهل السماء {ولا صديق حميم} قال: من أهل الأرض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {ولا صديق حميم} قال: شفيق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فلو أن لنا كرة} قال: رجعة إلى الدنيا {فنكون من المؤمنين} قال: حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء. والله أعلم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8